زياره للشَّبِّيحَة.. أو «مطاريد الجبل»..سيناء تنتفض (3)
«المصرى اليوم» مع «الشَّبِّيحَة» فى الجبل
«الشَّبِّيحَة».. أو «مطاريد الجبل».. الهاربون من أحكام قد تصل إلى ١٠٠ عام!
رجال وشباب صغير السن يطلقون عليهم «الشبيحة» قابلناهم واستمعنا إليهم قرب الحدود مع إسرائيل
قد تسمع عنهم.. وقد تراهم فى الأفلام السينمائية أو المسلسلات التليفزيونية، وقد ترسم لهم صورة ما فى ذهنك ولكن أن تقرر أن تصل لهم خلف تلك الجبال الجبارة العاتية وأن تجلس معهم وجهاً لوجه بل تشرب أكواب الشاى على «الركية» - منقد النار - وأن تستمع إليهم وينصتوا إليك.. فإن هذا ما لا نتصور أن تفعله يوماً ما.
نحن فعلناها.. قررنا ونفذنا وطلعنا الجبل وجلسنا مع ما يقرب من ١٠٠ رجل أو «شبيح» - كما يطلقون عليهم.
سمعت ورأيت واستطعت أن أشم رائحة القهر.. فدعونى أنقلها إليكم.
سمعت عنهم كثيراً طوال إقامتى فى شمال سيناء.. هم حفنة من البشر يتاجرون فى السلاح والمخدرات «حشيش وبانجو» وتشترك أياديهم مع المافيا الروسية التى تقوم بتهريب الداعرات الروسيات للعمل فى إسرائيل.
وسمعت أيضاً أنهم «قتالين قتلة»، وقلوبهم لا ترحم، هذا إذا كان لديهم قلوب من الأساس.. وأنهم أيضاً يلجأون للحدود الإسرائيلية كلما وقعت مشكلة بينهم وبين الأمن المصرى، وأنهم يقومون بسرقة السيارات كرهينة لتنفيذ مطالبهم، وغالباً ما تكون الاستيلاء على الأراضى من العرايشية!
سمعت كلاماً كثيراً، ولكن الأهم من كل هذا هو أنهم فى هذه الفترة فى صراع مشتعل مع الأمن خاصة بعد حادثة قتل البدويين على يد أحد ضباط الشرطة.. وأنهم هم الذين اختطفوا العساكر المصريين انتقاماً لما حدث، وأنهم قد فوضوا اثنين منهم يعملان مرشدين للأمن، هما «سالم وإبراهيم» اللذان يعتبران همزة الوصل بينهم وبين الأمن للمطالبة بمحاكمة ضابط الشرطة،
وعندما نجح الاثنان فى إقناعهم باخلاء سبيل العساكر ووعدهم بمحاكمة الضابط الذى انتهك حرمة أمواتهم وقام بدفنهم فى مقلب للقمامة ألقت الشرطة القبض على سالم وإبراهيم على الفور، بالرغم من أنهما كانا طليقين طوال الفترة الماضية.. فثارت ثائرة البدو واعتصموا فى منطقة «البرث» فى وسط سيناء فى أعالى الجبال وأعطوا الأمن مهلة لمدة ١٥ يوماً للإفراج عن سالم وإبراهيم وإلا - على حد قولهم - «هيخلوا سيناء دارفور ثانية».
لا أنكر شدتنى تلك الحالة.. وشدنى هؤلاء البشر ولعب الفضول الصحفى ألعابه وبطرقنا الخاصة وجدنا أنفسنا - أنا وزميلى المصور ومرافقى «علاء الكاشف» والصحفى النشيط «مصطفى سنجر» - فى سيارتنا التى انطلقت إلى منطقة الوسط وتحديداً «البرث»..
وبالطبع كنا نتحرك بحرص شديد لأن الموقف الأمنى متأزم بشكل عام وأكثر تأزماً من عملنا الصحفى الذى نقوم به فى سيناء «زى الحرامية» بالضبط.. طوال الطريق الذى استمر ما يقرب من ساعة وأنا أفكر فى لقائى بهؤلاء البدو المتهمين بتهم وأحكام يشيب لها الشعر..
ترى هل الإنسان بطبعه يحب الشر ويريد أن يكون «قتال قتلة» ومهرباً وإرهابياً؟
هل يريد بطبعه أن يعيش هائماً مطارداً فى الجبال؟
أم أن هناك أسباباً ودوافع دفعتهم دفعاً إلى سلك هذا الطريق الوعر ليعيشوا تلك العيشة الوعرة؟!
كيف يعيشون ويأكلون وينامون ويلتقون مع زوجاتهم وأين أولادهم؟
وترى أطفالهم ما هو مصيرهم؟
هل نتوقع مثلاً أن يكون أولادهم وبناتهم أطباء ومهندسين أم أنهم سيتوارثون مهنة آبائهم وعيشتهم السوداء فى الجبال أيضاً؟!
أفقت من حالات تساؤلى وشرودى فوجدت سيارتنا تقف فجأة لننتقل إلى سيارة أخرى ٤x٤ كانت فى انتظارنا لتسير بنا عبر الطرق الجبلية لنصل أخيراً إلى منطقة «البرث».
استطعت أن أحدد أننا وصلنا عندما لمحت من بعيد بعضاً من الخيام التى نصبت وعدداً كبيراً من الرجال يترقبون وصول سيارتنا.. شىء من القلق انتابنى ورغبة خفية تقول لى «إيه اللى جابنى هنا أنا عاوزة أروح بيتى لجوزى وابنى».. كتمت تلك المشاعر باقتدار أحسد عليه وقررت أن أكمل المشوار لنهايته!
وجوه سمراء لفحتها شمس الجبل التى لا ترحم تستطيع أن ترى القسوة والتحدى عليها.. عيون عنيدة مصرة، تنظر إليك نظرات ثابتة واثقة خالية من أى توجس.. أقدام متشققة لحد بروز الدم منها وأيد خشنة تسلم عليك بقوة وعنف أيضاً.
ما يقرب من ١٠٠ رجل يرتدون الزى البدوى استقبلونا.. بحثت بجانبى عن زميلى المصور فوجدته وقد راح يلتقط كادراته منذ اللحظة الأولى لوصولنا.
راحت هيبتى وزال قلقى وتوترى ما إن جلست على الأرض أتوسط هؤلاء الرجال.
ساد الصمت للحظات ليست بقليلة.. كنت أرتشف الشاى الساخن وأنا أفكر فى كيفية البداية.. ومن أين أسأل وطبيعة السؤال نفسه وطريقة إلقائه.. يجب أن أجعلهم يفتحون صدورهم، التى تغلى، لى.. علىّ أن أجعلهم يثقون فىَّ.. فالثقة والأمان هما عنصران يفتقدونهما وإذا حصلت عليهما فبالتأكيد أنا وملفى الكسبانين.
* قلت ضاحكة بصوت دوى فى أرجاء الصحراء: إنتم بقى «الشبيحة» اللى مدوخين الدنيا وراكم وقالبينها عليكم.. إيه يعنى مفيش حد أقوى منكم ولّا علشان بايعين الدنيا وبتقولوا خسرانة خسرانة ما إنتم محكوم عليكم بـ٥٠ و٧٠ سنة، الله ده انتم جبروت بقى.. ما تقولوا لى إيه حكايتكم؟
* نجحت.. يبدو أنه كان مدخلاً جيداً، فسرعان ما ابتسمت الوجوه واتفردت الملامح وهدأت النفوس وبدأت الهمهمات تقول ولا جبروت ولا حاجة.. ده إحنا غلابة والله مظلومين دى فرصة يا جماعة الخير علشان نقول اللى جوانا بصراحة.. بدأ الهرج والمرج وكادت الجلسة تفلت لولا أننى نظمتها بعض الشىء، وقلت: أريد أن أسمع.. يا ريت كل واحد يقول اللى عنده وكلى آذان صاغية .
«أنا اللى هابدأ».. هكذا كانت أول كلماته وعندما سألته عن اسمه فضل ألا أذكره، رغم أنه وافق على تصويره..!!
احترمت رغبته فأكمل حديثه قائلاً: أنا محكوم علىَّ بـ٥٦ سنة والتهمة تلفيقة، الحكاية بدأت لما كان معايا فيزا حرة للسعودية لمدة ٦ شهور بادخل وأطلع عادى.. وفى أجازتى أحد الضباط طلب منى إنى أشتغل معاه «مرشد» فرفضت، حط لى ٢١ حتة حشيش ولما رحت النيابة عملت ثورة وقال لى الوكيل: «اخرس ولا أحط الجزمة فى بقك»،
قلت لهم: ماشى لو أنا جاى فى حشيش الضابط ده شريكى هاحبسه معايا يعنى ظلم بظلم، أخلت النيابة سبيلى بضمان محل إقامتى.. ماسابونيش فى حالى لغاية ما لفقوا التهمة لى وصدر حكم غيابى بـ٥٦ سنة.
أنا فاكر كويس إن أخويا ماسابش الضابط واتصل بيه، وقال له: لو راجل تعال لى، وفعلاً ضربه هو و٣ أمناء شرطة إحنا مش هننسجن ظلم.. إحنا هنعيش رجالة ونموت رجالة بس والله لنوريهم النجوم فى عز الضهر، علشان الشرطة بهدلتنا لمجرد إن إحنا بدو، بيعذبونا وياخدوا نسوانّا ومطلوب أننا نسكت؟! لأ مش دى طبيعة البدوى ابن القبيلة.. اللى بينا وبينهم ثار بايت.
* رجل آخر محكوم عليه غيابى «٣٠ سنة» والتهمة اتجار بالسلاح.. قال لى بهدوء ودون عصبية: تاريخ الشرطة معانا إسود هما اللى ربوا العداوات فى قلوبنا تجاههم، مش عارفين يتعاملوا معانا بيقولوا لنا فى المديرية لما بيحققوا معانا إنتم مش مصريين وإحنا هنرحلكم من هنا وهنفضل وراكم لغاية ما تطفشوا من البلد..
وإحنا مش هنرحل، إحنا ما رحلنا أيام الاحتلال الإسرائيلى وكان أمامنا فرصة للذهاب إلى إسرائيل اللى عرضت علينا إننا نروح معاهم بعد حرب أكتوبر لكن إحنا وطنيين.. وكل الحكاية إنهم عاوزينا نشتغل مرشدين على بعض وكمان نحط مخدرات لبعض علشان يبقوا بيشتغلوا قدام الباشوات والمسؤولين بتوعهم.
احنا لا عاوزين نحارب الحكومة ولا نطلع على الحدود إحنا عاوزين قانون صح يمشى مش قانون غلط وظالم، إحنا لما بنطلع على الحدود بنوصل صوتنا لأننا عارفين نقاط ضعفهم ها بيخافوا من إسرائيل وصورتهم أمام العالم، وطول ما هما بيظلمونا وواخدين حقوقنا مش هنسكت..!!
* شاب آخر عمره لا يتجاوز الثلاثينات و«محكوم مخدرات ١٥ سنة»: إحنا عاوزين حقوق الإنسان بمنظماتها تيجى لنا هنا، والله يا أستاذة إحنا مش جعانين ولا عاوزين مصانع ولا استثمارات ولا كلام فاضى من ده.. البدوى يموت من الجوع بس عيّشيه بالحرية.. إحنا جعانين حرية وعاوزين أمان وده مش حنلاقيه طول ما أمن الدولة والشرطة ماسكين سيناء، إحنا عاوزين جهة سيادية أعلى تبقى مسؤولة عنا.. قبل الاحتلال وحتى أيامه كانت المخابرات هى اللى بتشرف على أهالى سيناء..
وكان رجالتها بيعرفوا يتعاملوا معانا.. دلوقت إحنا محكومين صحيح بسلطة طوارئ لكن فى أى بلد وأى قانون يعطى لضابط الشرطة الحق فى أن يأخذ زوجة من ذراعها ليرميها فى السجن، بيستعملوا «نسوانا» ورقة ضغط علينا.
* استكمل الحديث بدوى آخر قائلاً: إحنا مش هاربانين فى الجبل لوحدنا، إحنا واخدين معانا نسوانا وعيالنا والعيشة هنا ضنك مفيش حياة أساساً بس نار الصحراء ولا جنة الشرطة.. وطبعاً أولادنا اتحكم عليهم مايدخلوش المدارس، مدارس إيه اللى فى الصحراء؟
وبصراحة أنا كان نفسى عيالى الخمسة يتعلموا تعليم عالى زى أولاد المدينة لكن اتحكم عليهم إنهم يعيشوا فى الجبال ويشيلوا سلاح زى أبوهم.. إحنا كلنا بننام نومة الديابة، طيب وبعدين هى دى برضه عيشة..!!
حنا تدخلت فى الحديث قائلة: يعنى إنتم عاوزين تفهّمونى إن كلكم مظلومين ومتلفق لكم تهم مخدرات وسلاح وغيره.. يعنى ولا واحد منكم بيتاجر فى السلاح ولا الحشيش؟
* رد علىَّ مبتسماً أحدهم: نبقى كدابين لو قلنا لك كلنا مظلومين والبدوى مش من عادته الكدب.. أيوه فيه ناس تاجرت فى السلاح ولو إنه شرف إن إحنا كلنا نتّاجر فى السلاح.. فيه ناس بتاجر فى المخدرات وبتزرعها والأمن عارفهم وعارف كل حاجة.. لكن زى ما بتقولوا فى مصر بقت موضة.. خلاص بقينا كلنا إحنا بدو سيناء مهربين وإرهابيين.. وده مش صحيح، زى ما فيه الحلو فيه الوحش.. وهما بياخذوا العاطل مع الباطل..
وأنا بقولك إحنا بنتاجر فى السلاح وكمان بنهرب البنزين والسولار والمعونات الغذائية عبر الأنفاق من رفح إلى غزة.. وكله عينى عينك وهما عارفين لكن لما بتحصل مشكلة بين البدو والشرطة يضيقوا علينا ويقولوا مجرمين وإرهابيين رغم إن إحنا اللى ساعدناهم فى القبض على المتهمين فى تفجيرات شرم ودهب وطابا.. ومن غيرنا ما كانوش عملوا حاجة.
أحد الهاربين لم يخف من ذكر اسمه.. «صلاح عرانيس» محكوم ٥٠ سنة.. والتهمة قتل عسكرى مصرى على الحدود الإسرائيلية والتمثيل بجثته هذا حدث فى عام ٢٠٠١.. اسمعوا معى صلاح «مش أنا اللى قتلت العسكرى المصرى».. وهقتله ليه؟ هما لفقوا التهم لىّ وتلاتة كمان.. اتنين فى السجن وأنا هربت لأنى مظلوم..
«سيد غريب» ده اسم العسكرى اللى قتله دورية عسكرية إسرائيلية ومثلوا بجثته بعد أن خلعوا عنه ملابسه،
ولأنهم مش هيقدروا يقولوا إن إسرائيل هى اللى قتلت علشان البلبلة يعنى قاموا لبسوها للبدويين أنا وسويلم وعيد وخليل.. أنا هربت والباقيين عذبوهم وخلوهم يعترفوا بالقوة. ووصلوا لى رسائل تقول لى إنت مذبوح مذبوح يا صلاح لو اتكلمت.. وآدينى قلت الحقيقة وبقولها تانى: اللى قتل العسكرى المصرى الدورية الإسرائيلية مش البدو، وحسبى الله ونعم الوكيل»!!
* رد آخر مسرعاً: بمناسبة إسرائيل يا أستاذة.. إنتى عارفة مين اللى قال للبدو على المكان اللى دفن فيه الضباط جثة الشابين البدويين فى مقلب الزبالة؟! الدورية الإسرائيلية اللى على الحدود هى اللى قالت تعالوا شوفوا المصريين عملوا إيه فى ناسكم ودفنوهم هنا.
الكفرة قالوا لنا وطبعا مش علشان خايفين علينا وعلى جثث أهالينا.. لكن علشان يصطادوا فى الميه العكرة هما أكيد فرحانين باللى حاصل ده خاصة بعد المدرعات ما نزلت الشوارع وإحنا ضربنالهم مدرعتين.. ما هى حرب بقى.. هما اللى ولعوها والله لو ما أخدنا حقنا وحاكموا الضباط وأفرجوا عن سالم وإبراهيم لنولعها ليهم.
* اسمعى يا أستاذة قولى لهم ـ والكلام على لسان بدوى آخر محكوم ٥٠ سنة تجارة سلاح ـ إحنا مواطنين مصريين مش بدو وعايشين فى منطقة حدودية خطيرة وفيه عدو صهيونى متربص بينا، وإسرائيل عاوزة تعملها مسألة سيناوية ونفسها إن سيناء وأهل سيناء يستقلوا ويبقوا دولة لها حكمها الخاص، لكن دى أرضنا مصرية سيناوية وإحنا هنموت عليها وصحيح إحنا كقبائل لينا أقارب فى إسرائيل ونصف قبائلنا هناك، لكن إحنا مش هندخلها إلا لما تكون ملك للعرب ولفلسطين ومش هنفرط فى حقنا.. اسأليهم فى مصر ليه أولادنا مابيدخلوش كليات الشرطة؟! هيقولوا لك علشان أبناء سيناء.
اسأليهم ليه بيقولوا علينا يهود سيناء.. وقولى لهم ليه بيقولوا علينا لاجئين؟!
ليه بيعاملونا كمواطنين من الدرجة العاشرة، ياريتها التانية، وليه بيقولوا علينا عملاء رغم إن إحنا مش اللى بنصدر الغاز لإسرائيل ورغم إن مش إحنا اللى صدرنا الأسمنت ليهم علشان يبنوا الجدار العازل..
إحنا بنهرب للشعب المتحاصر من الصهاينة الأكل والشرب.. يبقى مين بقى اللى عميل..؟
كلام هذا الشاب وأسلوبه كان مختلفاً وكأنه متعلم وهذا ما دفعنى إلى أن أسأله عن مهنته قبل أن يكون من مطاريد الجبل فأجابنى: أنا كنت طالب فى كلية بالأزهر فى القاهرة تركتها لما لفقوا لى تهمة مخدرات واتحكم علىّ غيابى ٥٠ سنة.
* وجدت هذا الرجل البدوى يسحب طفلاً عمره ١١ سنة وقال: لى علشان تضحكى. أصله هم يبكّى وهم يضحّك، هذا الطفل مطلوب للأمن واسمه موجود فى الكشوفات وتهمته خطف عساكر واتجار بالسلاح، فيه أكتر من كده ظلم!
*سألت الطفل.. إنت فى سنة كام؟ أجابنى: طلعونى من المدرسة علشان أنا مطلوب وأنا ما عملتش حاجة بس اسمى جه غلط فى الكشوفات.
* نفسك تكمل تعليمك؟!
- كان نفسى أطلع مدرس علشان أعلم أهلى من البدو بس خلاص كده هاعيش فى الجبل وأتعلم حمل السلاح، هو بس اللى هيحمينى ويحمى أمى وأبويا!!
* رد بدوى آخر قائلاً: آدى نسوانا وأولادنا وآدى مصيرهم وصدقينى هما السبب مش إحنا.. هما اللى بدأوا.. ورغم كده آدينا عايشين زى الميتين.
يقولوا علينا شبيحة ومطاريد ويهود ولاجئين.. ماعادتش فارقة آهى عيشة والسلام!!
أنهيت جلستى معهم قبل أن يسدل الليل ستائره.. وفى رحلة العودة تزاحمت الأفكار والتساؤلات وعلامات التعجب.. تذكرت على الفور معاملة الأمن وتحديداً الشرطة مع الجماعات الإسلامية ـ رغم اختلافى معهم ـ إلا أنها كانت معاملة فى منتهى الغباء لخصها السيناريست وحيد حامد فى فيلمه «عمارة يعقوبيان» عندما وقع الاثنان جثة هامدة.
الضابط، وابن البواب الذى تحول على يد الأول إلى إرهابى من الدرجة الأولى.. التاريخ يتكرر ولا يتعلم الناس من أخطائهم.. هم يدفعون بالبشر للتوحش.. وليبقى السؤال ولتملك أنت الإجابة عنه: مَنْ الجانى ومَنْ المجنى عليه؟!
امل سرور
منقول من موقع الترابين الرسمي